جامعة التقنية: 8 اتفاقيات تعزز الشراكات الاستراتيجية لجودة التعليم

• د. سعيد الربيعي:

  - نسعى لتحقيق التكامل بين البحوث واحتياجات المجتمع والاقتصاد

  - إنشاء مختبر للذكاء الاصطناعي بصحار ومشروع لتطوير البحوث الهندسية

  - تدريب 250 طالبا وموظفا في مجال أمن المعلومات

  - مذكرة تعاون مع 9 جامعات بريطانية لتوفير مقاعد لطلبة الدراسات العليا

عززت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية منهج الشراكة لتطوير العملية التعليمية والتقنية بكافة فروعها، من خلال عدد من الاتفاقيات على المستويين المحلي والدولي لتمكين منتسبيها ومخرجاتها بمختلف أنواع المعرفة، إضافة إلى الشراكة في تبني مشروعات استراتيجية في مجالات التقنية والبحوث والدراسات والطاقة البديلة والتحول الرقمي، حيث وقعت الجامعة 8 اتفاقيات تعاون بينها وبين عدد من المؤسسات بالقطاعين العام والخاص واتفاقيات لإنشاء مراكز ومختبرات بحثية وشراكة تدريبية وبحثية وتأهيل كوادرها من الطلبة والموظفين وفتح مزيد من علاقات الشراكة التطويرية، إضافة إلى اتفاقيات تعاون دولية مع عدد من المؤسسات التعليمية الرائدة على المستوى العالمي.

• شراكات استراتيجية

أدركت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أهمية تعزيز الشراكات التكاملية مع المؤسسات البحثية والأكاديمية، والقطاعات الصناعية، والتي بدورها ستُسهم في الارتقاء بالتعليم من أجل تزويد الكوادر الوطنية بالمهارات المتعلقة بالتقنيات الحديثة، ومهارات المستقبل، وذلك بما يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة، ويلبي طموحات الشباب، من أجل تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة.

وقد قطعت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية شوطا كبيرا في مجال بناء الشراكات محليًا وعالميًا، وبما يتوافق مع أهداف «رؤية عُمان 2040»، ومنذ صدور المرسوم السلطاني رقم (76/ 2020) بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية سعت الجامعة إلى تحقيق جملة من الأهداف، وهي: التعاون الفاعل مع مختلف مؤسسات المجتمع، وتعزيز التعاون والروابط العلمية والبحثية والابتكار، وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية محليًا وإقليميًا وعالميًا، وكذلك تفعيل الشراكات مع مختلف القطاعات الاقتصادية.

وتؤكد الخطة الاستراتيجية لجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، التي تعكف الجامعة على إعدادها في الوقت الحالي على أن أولويات الخطة الاستراتيجية للجامعة تتمثل في بناء الشراكات مع المجتمع وقطاعات الأعمال المختلفة، ومن ضمن أهدافها في هذا المجال بناء شراكات استراتيجية مستدامة، حيث ينصب ذلك في تحقيق توجهات وأهداف الجامعة بما ينسجم مع أهداف «رؤية عُمان 2040»، التي من بينها: نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية والشراكة المجتمعية، وإيجاد كفاءات عُمانية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليًا وعالميًا، إضافة إلى هدف الوصول إلى مجتمع معرفي واعٍ يحافظ على هويته وثقافته وانتمائه الوطني، ويواكب المستجدات المعرفية والمتغيرات التقنية، كما أن توجهات وأهداف الجامعة جاءت متوافقة مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040، التي نصت إحدى توصياتها على «تعزيز التعاون والشراكة بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المحلي».

وفيما يتعلق بأولوية التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، سعت إدارة الجامعة إلى بناء شراكات استراتيجية مع عدد من الشركاء على المستوى المحلي والعالمي، وأصبحت محل ثقة لالتزامها بمبادئها وأسسها.

وحول استراتيجية الشراكة على المستويين المحلي والخارجي قال سعادة الدكتور سعيد بن حمد بن سعيد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في تصريح خاص لـ«عمان»: قامت الجامعة ببناء جسور التعاون والشراكات الواسعة والرصينة مع عدد من الشركاء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأشار رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية إلى أن الجامعة تمضي قدمًا نحو تقليص الفجوة بين قطاع الأعمال والجامعة من خلال توفير التدريب العملي الميداني للطلبة في مختلف الجهات وقطاعات العمل، وتعزيز أواصر الشراكة مع مؤسسات المجتمع، وقطاع الأعمال، والمؤسسات الدولية في مجال المهارات بهدف رفع جاهزية الطلبة من خلال اكتسابهم للمهارات الأساسية والعملية والتقنية، وذلك بتوفير برامج تدريبية متخصصة لبعض المهارات، إضافة إلى دور اللجان التخصصية بتطوير البرامج التي تعمل بمشاركة القطاع الخاص من خلال عضويتهم في هذه اللجان، حيث يعد القطاع الخاص شريكًا أساسيًا في التخطيط الاستراتيجي للجامعة من خلال تمثيله في مجلس الجامعة ومجالس الفروع، إضافة إلى المساهمة الواسعة في بناء الخطة الاستراتيجية للجامعة.

• اتفاقيات تعزيز الشراكة

وأوضح سعادة الدكتور سعيد الربيعي أن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية سعت إلى تعزيز وتوثيق أواصر التعاون والشراكة الحقيقية مع المجتمع المحلي، وذلك للارتقاء بالتعليم في الجامعة، والإسهام في تطوير المجتمع المحلي، وفتح آفاق واسعة للجامعة من خلال الاستفادة من مصادر المجتمع المحلي الاقتصادية والمالية والتكنولوجية، والإشراك في صنع القرار والتمويل والإدارة، من أجل تطوير وتحسين جودة التعليم بالجامعة.

أبرز الاتفاقيات التي وقعتها الجامعة في إطار التعاون والشراكة مع المؤسسات الاتفاقية التي وقعتها الجامعة مع وزارة التربية والتعليم وشركة تنمية نفط عُمان المتعلقة بالتعاون في مجال التعليم والابتعاث، لتنفيذ برنامج التوطين، الذي يهدف إلى تأهيل أبناء القرى البعيدة في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان لدراسة التخصصات التربوية، وذلك من أجل توطين الوظائف التدريسية في تلك القرى، موضحًا أن هذه الاتفاقية قد بدأت تؤتي ثـمارها من خلال تخريج دفعات مؤهلة ومنافسة لرفد احتياجات الوزارة من المعلمين والمعلمات المؤهلين، مما يسهم في استقرارهم في مناطق سكناهم ويرفع من جودة العملية التعليمية تدريجيا.

وذكر سعادة الدكتور رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية أن الجامعة وقعت مذكرة تعاون مع ميناء صحار والمنطقة الحرة، لإنشاء مختبر للذكاء الاصطناعي بفرع الجامعة بصحار، ويأتي هذا التعاون ضمن الأهداف التطويرية للجامعة للتوجه نحو بناء اقتصاد المعرفة واستثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومواكبة للثورة الصناعية الرابعة وما يصاحبها من تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحقيقًا لأولوية «رؤية عُمان 2040»، المتعلقة بالتعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية، وتعزيزًا لمسيرة التحول الرقمي.

كما وقعت الجامعة مذكرة تعاون مع شركة أوكيو لتنفيذ مشروع بناء مختبر البحوث والتطوير بقسم الهندسة بفرع الجامعة بصلالة (كلية التقنية)، بهدف تمكين وتأهيل طلبة الجامعة من استخدام المختبر كمركز تعليمي للبحوث والتطوير في مجال الهندسة.

وقال سعادته: إنه ومن أجل تعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات في المجالات الأكاديمية، والعلمية، والبحثية، والتدريبية، والثقافية؛ فقد وقعت الجامعة بفرع صحار على برنامج تعاون مع مركز صناع عُمان بهدف دعم الأنشطة التي تقوم بها الجامعة، والتعاون وتبادل الخبرات في مجال تطوير البنى الأساسية للمعامل والتقنيات الحديثة والتعليم الإلكتروني، إضافة إلى المشاركة في التأهيل الفني للطلبة من خلال تدريبهم وتنظيم حلقات عمل لهم، وكذلك المشاركة في إجراء البحوث العلمية والمشروعات، والبرامج المرتبطة بتطوير الابتكار العلمي، والتقديم للمنح البحثية.

وذكر أن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بشناص وقعت اتفاقية تعاون مع شركة فالي عُمان لتكوير خام الحديد في مجالات البحث العلمي والتدريب، إذ تهدف الاتفاقية إلى تعزيز الشراكة بين القطاع الصناعي والمؤسسات التعليمية من خلال تقديم حلقات العمل التدريبية للطلبة والموظفين وتسهيل الزيارات إلى المواقع الصناعية، إضافة إلى التعاون في البرامج التطوعية والمشروعات الهادفة إلى تحسين المسؤولية المجتمعية، والمساعدة في وضع المقترحات، والاتفاقيات لمشروعات بحثية واستشارية.

كما نفذت الجامعة برنامج لتأهيل وتدريب الخريجين، بالتعاون مع الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة أكسيد للخدمات المعلوماتية، من أجل رفع كفاءة خريجي الجامعة ومنتسبيها في مجال أمن المعلومات، وقد قام البرنامج بتأهيل وتدريب قرابة (250) طالبًا وموظفًا حتى الآن.

وسعيًا لإثراء الجانب المعرفي ومواكبة التقدم العلمي للبرامج الأكاديمية بالجامعة، فإن الجامعة ترتبط بعلاقات أكاديمية مع مجموعة واسعة من المؤسسات المهنية، من بينها: أكاديمية سيسكو للشبكات، حيث يعد فرع الجامعة بمسقط المركز الرئيسي لأكاديمية سيسكو في سلطنة عُمان كونه مركز للدعم الأكاديمي، ومركز لتدريب المحاضرين من بين (27) أكاديمية محلية تتضمن فروع الجامعة الأخرى، وهي: (تقنية المصنعة، وتقنية إبراء، وتقنية عبري، وتقنية نزوى، وتقنية شناص، وتقنية صلالة، وتطبيقية صور، وتطبيقية عبري، وتطبيقية صلالة، وتطبيقية صحار).

وفي الوقت ذاته ترتبط الجامعة بمختلف فروعها وكلياتها بعلاقات أكاديمية مع مؤسسات مهنية أخرى مثل: شركة هواوي للاستثمارات الفنية، أكاديمية أوراكل، وشركة مايكروسوفت، وجوجل، والمنصات التعليمية (DataCamp) و (Hack the Box).

التعاون الدولي.

وقال سعادة الدكتور سعيد الربيعي: إن الجامعة وقعت مع نظيراتها من الجامعات البريطانية مذكرة تعاون وشراكة، وقد تضمنت قائمة الجامعات البريطانية الموقعة على هذه الاتفاقية، تسع جامعات عريقة، هي: ساوثهامبتون، برادفورد، جلاسكو، ليدز، يورك، لافبرا، نيوكاسل، ستيرلينج، برونيل لندن، حيث هدفت هذه المذكرة إلى تحقيق التعاون البناء والفاعل في مجالات عديدة، من بينها: توفير مقاعد دراسية لطلبة الدراسات العليا من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في الجامعات البريطانية في مختلف المجالات العلمية والمعرفية ذات العلاقة بالعمل الأكاديمي بالجامعة، وإعداد المحاضرين الشباب وتأهيلهم للانخراط كمحاضرين بالجامعة، وتسهيل تبادل الطلبة ودراستهم في الجانبين، إضافة إلى تسهيل تبادل أعضاء الهيئة التدريسية بين الطرفين وتقديم المحاضرات حضوريا أو عن بعد، وتمهيد الطريق أمام الأكاديميين للأعمال البحثية المشتركة، وتبادل الخبرات والممارسات التعليمية والبحثية والابتكارية لتعظيم الفائدة منها، وكذلك تسيير رحلات علمية ومعرفية للطلبة العمانيين للاستفادة من خبرات الجامعات البريطانية وتجاربها في مختلف المجالات، وقد تم تفعيل هذا التعاون في عدد من المجالات، من بينها: إعداد المحاضرين العُمانيين، وزيارة طلبة الجامعة خلال الصيف القادم لعدد من هذه الجامعات، وكذلك التنسيق مع عددٍ منها لمراجعة بعض البرامج العلمية المقدمة بالجامعة.

وقال سعادته: ينفذ فرع الجامعة بصحار في الوقت الحالي، مشروعًا للتعاون مع جامعة إديث كوان بأستراليا في مجال التدريس المشترك (عن بُعد) لمقرر الطاقة المتجددة والبديلة لطلبة السنة النهائية لتخصصي الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية بفرع الجامعة بصحار، حيث يهدف هذا التعاون إلى نقل تجربة جامعة إديث كوان، والاستفادة من التجربة الأسترالية في مجال الطاقة المتجددة والبديلة لتأهيل مهندسين عمانيين في مجال الطاقات المتجددة والبديلة.

وتحدث سعادة الدكتور رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية عن التعاون الدولي في المشروعات البحثية الممولة، مشيرًا إلى أن الجامعة ممثلة بكلية العلوم التطبيقية بصلالة شاركت في مجموعة من المشروعات البحثية الممولة من الاتحاد الأوروبي، ومن المراكز البحثية في بعض دول الاتحاد الأوروبي، والتي من بينها: مشروع «انتقال الجامعة إلى التكنولوجيا الرقمية من أجل تعليم عالمي مستدام (ATHENA)»، حيث تم تمويل هذا المشروع من الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة (4) مؤسسات تعليم عالٍ من دول أوروبية (البرتغال، وإيطاليا، وفرنسا، والنمسا) كشركاء رئيسيين، بالإضافة إلى مشاركة جامعات دولية كشركاء مشاركين من بينهم فرع الجامعة بصلالة، وجامعة (Heriot-Watt)، وشركة مايكروسوفت، إذ يسعى هذا المشروع إلى تعزيز بيئات التعلم التشاركي والافتراضي، التي من شأنها إيجاد بيئة تعلم تحويلية وشاملة من خلال الاعتماد الفعال على التقنيات الحديثة في التعليم الإلكتروني: كالذكاء الاصطناعي، ومنصات الألعاب، والواقع الافتراضي والمعزز، التي صُممت بشكل منهجي لتفعيل المهارات الأساسية في التعليم الرقمي.

كما شاركت الجامعة كذلك ممثلة في كلية العلوم التطبيقية بصلالة في مشروعات بحثية أخرى ممولة من بعض المراكز البحثية في دول الاتحاد الأوروبي من بينها (البرتغال)، حيث خلُصَ هذا التعاون إلى نشر الجامعة لعدد من الأبحاث والمقالات العلمية في بعض المجالات الدولية المفهرسة في قواعد البيانات العالمية مثل (Scopus).

واستكمالًا لمسيرة التعاون والشراكة على مختلف المستويات، فإنَّ الجامعة تسعى للتعاون مع منظمة التعاون الرقمي في مجال الابتكار والاقتصاد الرقمي، التي من المؤمل أن تسهم في الشراكة بالمبادرات، وتبادل الخبرات والمعارف، إضافة إلى تبادل الزيارات بين الخبراء والمختصين، وكذلك عقد الندوات والمؤتمرات المشتركة بين الطرفين.

ووفقًا للأهداف المنشودة لهذه الجامعة، فإنها ماضية نحو تأسيس شراكات رصينة مع القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي، من أجل تعزيز أنشطة البحث والتطوير والابتكار بالجامعة في المجالات ذات الأولوية الوطنية من خلال التعاون الفاعل والمنجز مع منتجي المعرفة، وتوفير الدعم المالي والفني من القطاع الصناعي والشركات الخاصة، ومؤسسات المجتمع، إضافة إلى المؤسسات الأكاديمية، والشركات، والمنظمات الدولية.